يقدم هذا المحور صورة تفصيلية عن إحدى المناضلات، سواء كان هذا النضال سياسياً أو اجتماعياً أو صحفياً أو فنياً.
بروفيل
ماجدة من طابور الخبز إلى الميدان... رحلة شعرية
كل من سكن الميدان يوماً من الأيام الثماني عشر الشهيرة يعرف وجهها جيداً، أو بالأحرى يعرف صوتها الذي طالما هز أركان الميدان، إنها ماجدة شاعرة الثورة غير الرسمية، التي نقلت نشاطها من طوابير الخبز إلى ميادين الثورة، فصارت إحدى أصواتها الأصيلة."اعتدت أن أقف بالساعات في طابور الخبز، لأعود بعدها إلى منزلي وكأنني خرجت من حرب ضروس، فأحضر الطعام لزوجي وأبنائي بالكاد، إلا أن هذه المعركة اليومية لم تكن كافية حتى لنستمتع بنتائجها أو الوقت المتبقي بعدها، فالخبز المليء بالحصى والتراب ونشارة الخشب هو زادنا اليومي ولا بديل عنه، توقفت لأتساءل من السبب في هذه المعاناة اليومية، ومن الذي يجب محاسبته، فلم أجد رداً على تساؤلاتي إلا اسم مبارك، إنه مسئول حتى عن مشاجراتي مع زوجي، وعندما اشتعلت الثورة شعرت أن مكاني هناك في الميدان، وتوجهت إليه فعلاً لأول مرة يوم 31 يناير 2011، فكانت الهتافات الموزونة المقفاة هي أول ما تسلل إلى أذني، فشعرت أن هذه الثورة هي أغنيتي الخاصة، وأنني يجب أن أكتبها بنفسي، انقلبت حياتي رأساً على عقب، صرت أقضِ الليالي في نظم الهتافات وأمضِ النهار في شدوها في الميدان بدلاً عن طوابير الخبز، تجمع حولي المتظاهرون، ورددوا خلفي، أشعر أنني الآن حرة، وموهوبة، وديواني الأول أصبح جاهزاً ولا ينقصه إلا ناشراً من أبناء ثورتنا المقدسة".
الثورة كائن حي، يتنفس ويحلم، وإن كان للثورة صوت يتمثل في كلمات أبنائها، فإن لها أيضاً جسدٌ ترسمه ريشات نفس الأبناء، ومن أهم هذه الريشات تأتي الفنانة دعاء العدل.منذ تخرجها في كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية قسم ديكور "مسرح وسينما" عام 2000، بدأت خطوات دعاء الراسخة في مجال الكاريكاتير الصحفي، بداية من جريدة الدستور الأصلي، مروراً بمجلتي صباح الخير وروز اليوسف، حتى استقرت في جريدة المصري اليوم إلى الآن، وكان تركيزها الأكبر على الجانب السياسي منه، فأبدعت وأضافت له، وأصبحت أحد أهم المعبرين عن الواقع السياسي في مصر قبل ثورة 25 يناير 2011، أما بعد الثورة فقد تحولت دعاء إلى أيقونة حقيقية معبرة عن آلام وأحلام الناس، والنساء بشكل خاص، ولمست بريشتها الكثير من المناطق المحظورة والمعتم عليها، خاصة فيما يتعلق بخلط الدين بالسياسة، ووضع المرأة المهين في هذا الإطار، كما تناولت قضية الختان والتحرش وغيرها من القضايا الشائكة، التي أودت بها في النهاية أمام النائب العام السابق طلعت عبد الله المحسوب على نظام الإخوان المسلمين الذي خكم مصر لمدة عام واحد بائس، بتهمة إزدراء الأديان، إلا أن كل هذا لم يفت من عضد دعاء أو يثنيها عن طريقها المرسوم بوضوح أمام عينيها.حصدت دعاء العدل العديد من الجوائز المحلية والعالمية على إبداعها المتميز في مجال فن الكاريكاتير، منها:جائزة نقابة الصحفيين المصرية عن أفضل رسم كاريكاتوري عام 2009 جائزة في فن السخرية الصحفية من إيطاليا عام 2013.جائزة معرض سان جوست بفرنسا عن مجمل الأعمال 2013.شهادة تقدير وعضوية شرفية من منظمة الفيكو لرسامى الكاريكاتير فرع فرنسا 2012 وسام مناهضة العنف ضد المرأة من مركز وسائل الإتصال الملائمة من أجل التنمية ACT 2013